سينان أولغن | باحث زائر في مركز كارنيغي أوروبا - بروكسل
الردّ السريع هو كلا. إذ حتى لو تمّ إجراء الاستفتاء وأيّدت النتيجة الاستقلال، لن تسمح الديناميكيات الإقليمية لحكومة إقليم كردستان بأن تمضي قدماً في أجندتها الانفصالية حتى مستقبل منظور. فالعديد من القوى الإقليمية وكذلك السكان العراقيون غير الأكراد يعارضون إقامة دولة كردية مستقلة. والحال نفسه كذلك بالنسبة إلى تركيا، التي تتمتع بعلاقات متينة للغاية مع قيادة حكومة إقليم كردستان. صحيح أن السياسة التركية تغيّرت بشكل ملحوظ مع الوقت، ولم يعد الاستقلال الكردي خطاً أحمر بالنسبة إلى أنقرة، لكن الصحيح أيضاً هو أن مثل هذا التطوّر قمين بأن يثير المزيد من اللااستقرار في المنطقة. كما أنها تشعر بالقلق إزاء وضع الأراضي المتنازع عليها فى العراق، وعلى رأسها كركوك. لذا، السيناريو الوحيد الذي قد يحظى، على الأرجح، بدعم تركيا يتمثّل في نشوء كيان كردي مستقل يكون وليدة تسوية متفاوض عليها. وأي مسعى آخر إلى الاستقلال سيواجه معارضة دبلوماسية تركية قوية.
فلاديمير فان فيلغنبورغ | محلل متخصّص في السياسة الكردية، وصحافي مستقل يغطي حالياً التطوّرات من إربيل في كردستان العراق
كان الرئيس الكردي مسعود بارزاني يخطط لإجراء استفتاء قبل ثلاث سنوات، لكن في ذلك الحين هاجم تنظيم الدولة الإسلامية إقليم كردستان، ماأدّى إلى تأجيله. لذا، وعلى الرغم من انتهاء ولايته في العام 2015، برّر بارزاني احتفاظه بمنصبه الرئاسي بسبب كونه القائد العام للقوات المسلحة الكردية في المعركة ضد الدولة الإسلامية. حينها، لم يجبره الغرب على التنحي في العام 2015، لأنهم كانوا بحاجة إلى الأكراد وإلى وجود حكومة فعّالة لمحاربة الدولة الإسلامية. أما الآن وبعد أن تمّ دحر التنظيم في الغالب بعيداً عن الخطوط الأمامية الكردية ونشر القوات العراقية مكانه، وبعد أن سيطر الأكراد على أكثر من 90 في المئة من الأراضي المتنازع عليها في العراق، يريد بارزاني أن يُذكر في التاريخ على أنه الأب المؤسس لدولة كردية قبل التنحّي عن منصبه. مع ذلك، هذا لايعني أن الأكراد سيعلنون استقلالهم على الفور، بل سيستغرق الأمر سنوات من المفاوضات بسبب معارضة إيران وتركيا، مالم يقرّر الأكراد ركوب نمر الطريق الصعب وهو أمر يبدو مستبعدا.
ماريا فانتابيه | محللة أولى في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية
يضع الاستفتاء الناخبين، لاسيما منهم الأكراد الشباب، في موقف عسير: فالتصويت ضد الاستقلال هو بمثابة خيانة لنضال مستمر منذ عقود من أجل إقامة دولة كردية مستقلة. وفي الوقت نفسه، التصويت لصالح الاستقلال يعني منح دعم لامراء فيه للوضع القائم وللقادة الذين يمثّلونه والذين اقترحوا إجراء الاستفتاء. وبالتالي فهو تعبير عن مؤسسة سياسية ترغب في تأبيد سلطتها، على رغم أنها أثبتت عدم قدرتها على تجديد نفسها.
وهنا قد أجرؤ على القول، حتى لو كان قولي هذا مناقضاً للحدس والمنطق، إن الاستفتاء يخاطر بإثباط عملية الاستقلال الكردي بدلاً من تمكينها. إذ قد يتمكّن الاستفتاء من تحقيق التطلّعات الحقيقية لجيل أقدم من الأكراد الذين عانوا الأمرّين ويريدون الآن أن يخلّفوا إرثاً تاريخيا. بيد أنهم يتركون جيلاً من الأكراد الشباب مع ميراث من الإصلاحات السياسية غير المُنجزة، ومؤسسات ضعيفة خاضعة إلى سيطرة شبكات شخصية، وعلاقات عدائية مع الجوار. لذلك، فهم غير قادرين على بناء وتحقيق حلم الدولة المستقلة. والآن، سواء تحوّل إقليم كردستان إلى دولة ذات سيادة بالكامل أم لا، يواجه جيل الألفية من الأكراد مشاكل مماثلة لنظرائه في جميع أنحاء العالم التي تتمثّل بالوعود المجرّدة لمؤسسة سياسية تتخبّط هي نفسها في الأزمات، وتقدّم ضمانات للمستقبل فيما هي تترك الشباب يجهدون ويعانون من عيوب وقصور الجيل السابق.
تعليقات القراء(4)
مع الاسف انتم تنشرون الردود بشكل انتقائي و متنشرون فقط ردود هؤلاء الكتاب الذينهم بعيدون عن الواقع و قريبين من القوالب الثابتة و هذا عيب و نقص في مركزكم الاكاديمي
مع الاسف هناك مغالطات من قبل السيد هيلترمان حين يقسم كوردستان العراق الى منطقتين السوران للاتحاد الوطنى و حركة تغير و منطقة بهدينان للحزب الديمقراطي لأن اربيل هو ضمن الناطقين باللهجة السورانية لكن هي مركز خاضع للحزب الديمقراطي و حتى مدينة السليمانية ليس خاضعة للجهة سياسية حصرا و هناك مغالطة اخرى للباحث هيلترمان اذ حدد بأن قضية الاستفتاء يقوده حزب الديقراطي وحده و الصحيح هو يشاركه الاحزاب الاخرى الرئيسية و التأريخة كالاتحاد الوطني الكردستانى (الذي وضعهه سيد هيلترمان بالخطأ في معسكر ال -لا للأستفتاء) و الاتحاد الاسلامي الكوردستاني و حزب الشيوعي الكوردستاني و حزب كادحي كوردستان و حزب الاشتراكي الكوردستاني و احزاب و اتجاهات اخرى من اثنيات و اديان غير مسلمة. لقد نسى الكاتب كثير من المقومات الحقيقية الموجودة والذي اعتمد عليها الكورد في دعوته المشروعة للاستقلال و بعضها داخلية منها ، وقوف الكورد بكامل قوتها على اراضيها تقريباً ، قناعة اغلبية كبيرة من الكورد بأن التعايش مع دولة العراق بات ضياعا للوقت و الآمال التأريخية ، تحول دولة العراق من دولة التوافق الى دولة مذهبية على شاكلة ايران ، واهم عامل خارجي غير مرئي في هذا الصراع واعتماد الكورد في اصرارهم هو التأئيد العلني للدولة اسرائيل وربما يتذكر موقع ديوان و ضيفكم هيلترمان بأن اسرائيل و من خلال اللوبي اليهودي في امريكا بأستطاعتهه عمل تغير جذري في سياسات الحكومات الامريكيية المتعاقبة ديمقراطيا كان ام جمهورية ، هذا اضافة الى محركات و ترغيبات و عوامل اخرى جميعها تصب في مصلحة اعلان الدولة الفتية و الذي سيصبح ثاني دولة مدنية و ديمقراطية بعد دولة اسرائيل
لا اعرف سبب ارسالكم رأي عن الموضوع و لاتنشرونه في حقل الردود و الآراء المنشورة ؟!!!!
مع الاسف هناك مغالطات من قبل السيد هيلترمان حين يقسم كوردستان العراق الى منطقتين السوران للاتحاد الوطنى و حركة تغير و منطقة بهدينان للحزب الديمقراطي لأن اربيل هو ضمن الناطقين باللهجة السورانية لكن هي مركز خاضع للحزب الديمقراطي و حتى مدينة السليمانية ليس خاضعة للجهة سياسية حصرا و هناك مغالطة اخرى للباحث هيلترمان اذ حدد بأن قضية الاستفتاء يقوده حزب الديقراطي وحده و الصحيح هو يشاركه الاحزاب الاخرى الرئيسية و التأريخة كالاتحاد الوطني الكردستانى (الذي وضعهه سيد هيلترمان بالخطأ في معسكر ال -لا للأستفتاء) و الاتحاد الاسلامي الكوردستاني و حزب الشيوعي الكوردستاني و حزب كادحي كوردستان و حزب الاشتراكي الكوردستاني و احزاب و اتجاهات اخرى من اثنيات و اديان غير مسلمة. لقد نسى الكاتب كثير من المقومات الحقيقية الموجودة والذي اعتمد عليها الكورد في دعوته المشروعة للاستقلال و بعضها داخلية منها ، وقوف الكورد بكامل قوتها على اراضيها تقريباً ، قناعة اغلبية كبيرة من الكورد بأن التعايش مع دولة العراق بات ضياعا للوقت و الآمال التأريخية ، تحول دولة العراق من دولة التوافق الى دولة مذهبية على شاكلة ايران ، واهم عامل خارجي غير مرئي في هذا الصراع واعتماد الكورد في اصرارهم هو التأئيد العلني للدولة اسرائيل وربما يتذكر موقع ديوان و ضيفكم هيلترمان بأن اسرائيل و من خلال اللوبي اليهودي في امريكا بأستطاعتهه عمل تغير جذري في سياسات الحكومات الامريكيية المتعاقبة ديمقراطيا كان ام جمهورية ، هذا اضافة الى محركات و ترغيبات و عوامل اخرى جميعها تصب في مصلحة اعلان الدولة الفتية و الذي سيصبح ثاني دولة مدنية و ديمقراطية بعد دولة اسرائيل
سياسة التعليقات
التعليقات التي تتضمن لغة غير لائقة، وحملات شخصية، أو أي مواد أخرى غير لائقة، ستحذف. فضلاً عن ذلك، المدرجات غير الموقعة أو التي تحتوي على "توقيعات" من شخص آخر غير المؤلف الحقيقي، ستحدف. وأخيرا، ستتخذ خطوات لحجب المُستخدمين الذين يخرقون أي معيار من معايير النشر وشروط الاستخدام، وسياسات الخصوصية أو أي سياسات أخرى تحكم هذا الموقع. أنت مسؤول كلياً عن مضمون تعليقك.