تسبب الاتفاق الأخير الذي أبرمه عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك، لحل الأزمة السياسية الراهنة، في حركة احتجاجات شعبية واسعة تنذر باستمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.
يعرقل أعوان نظام عمر البشير السابق، والجماعات السلفية المتحالفة معه، والقوى اليمينية والتقليديّة، تعديل قانون الأحوال الشخصية لمكاسب سياسية، ولتبقى النساء في قبضة مفاهيم دينية خاطئة.
قرار تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية يشتبك بعدة ملفات خارجية: انتخابات الرئاسة الأمريكية وصراع المحاور (الإماراتي السعودي) و(التركي القطري). ويُمثل فرصة للسودانيين لتجاوز عقود من الصعوبات الاقتصادية والعزلة الدولية
ربما يسهّل تطبيع العلاقات مع إسرائيل حذف السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، لكنه قد يؤدّي إلى تعزيز مكانة الأفرقاء العسكريين وأركان نظام البشير السابق.
في حين أن الخلاف بين مصر وأثيوبيا على سد النهضة الأثيوبي الكبير محفوفٌ برهانات عالية ذات تداعيات على الاستقرار المحلي، تشغل السعودية والإمارات العربية المتحدة مكانةً تخوّلهما أداء دور قيادي في التوسط لتسوية النزاع.
بعد توصُّل الحكومة السودانية والمعارضة إلى اتفاق بشأن الانتقال السياسي، تسعى موسكو إلى الحفاظ على نفوذها السياسي والاقتصادي في السودان.
تأمل القاهرة، من خلال دعم الرئيس السوداني عمر البشير، في تقديم الخرطوم تنازلات بشأن النزاعات الجارية مع مصر، ومنع عدم الاستقرار من الامتداد عبر الحدود.
يشكّل وجود مجموعات مسلّحة أجنبية في جنوب ليبيا، تهديداً مطرداً للأمن المحلي والروابط السياسية الإقليمية.
يتجاهل السودان، عبر رفضه تحرير عملته ومعركته المستمرة مع السوق السوداء، الدروس المستمدّة من الأخطاء التي ارتكبتها مصر في إدارة عملتها.
الجهود التي تبذلها مصر لإصلاح الدعم الحكومي تحمل مقترحات يمكن أن تفيد منها كل من تونس والسودان اللتين تشهدان احتجاجات على خلفية ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
محاولة الأردن إعطاء الأولوية للاجئين السوريين والعراقيين تؤدّي إلى تجاهل طالبي اللجوء الآخرين وتدنّي نوعية الخدمات المقدّمة إليهم.
تصويت سكان جنوب السودان المحتمل للإنفصال يثير تساؤلات حول إذا ما كان الجانبين سوف يستطيعان وضع ترتيبات للحدود، وإن كان بإستطاعة الجنوب أن يبقى متماسكاً سياسياً وأن يكون كجدٍ إقتصادياً، وعن كيفية معاملة الشمال للحركات الإنفصالية أخرى.
مع اقتراب اجراء استفتاء على استقلال جنوب السودان في أقل من 100 يوم، يتزايد القلق في المجتمع الدولي حول امكانية حدوث كارثة في السودان. ولكن أحد الإيجابيات في البلاد هو أنه ليس لأي من القوة الخارجية مصلحة في زعزعة استقرارها.
تقترب انتخابات أبريل/نيسان بينما تتخبّط البلاد مع أسئلة حول الاستفتاء واستقلال الجنوب وترسيم الحدود، وقبل كل شيء، استقرار الدولة الجنوبية.
بعد صدور مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير، هل ينضم السودان إلى المجتمع الدولي أو يظل دولة منبوذة تسود فيها علاقات قائمة على الإكراه بين الحكومة والمحكومين؟
يمكن في اللحظة الراهنة التمييز بين قراءات ثلاث للواقع السياسي المصري.هناك من جهة الرؤية الحكومية التي ترى في قرار الرئيس مبارك تعديل المادة 76 من الدستور للسماح بانتخابات رئاسية مباشرة