لم تغيّر انتخابات المحافظات في يوليو/تموز 2009 الحياة السياسية في كردستان العراق وحسب، إنما أيضاً النظرة الاستشراقية للانتخابات الوطنية في يناير/كانون الثاني 2010.
تكشف محاولات مقتدى الصدر لإبقاء الاهتمام مركَّزاً على الولايات المتحدة وربط أخصامه السياسيين بها، مخاوفه بشأن قدرته على الحفاظ على دور في السياسة العراقية.
سوف تقدّم انتخابات مجالس المحافظات في يناير/كانون الثاني 2009 مؤشرات عن حالة النظام السياسي في العراق، وتوازن القوى المتبدِّل بين الأحزاب والمجموعات السياسية.
ضرورة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، أوباما، مع الشأن العراقي بشكل يوحي بأنها لم تصبح أقل أهمية بالنسبة لواشنطن, وذلك إذا أرادت تحقيق دعم حقيقي لعملية الاستقرار بالعراق وليس بعض المكاسب الهاشة.
طبّق الأردن منذ أزمته الاقتصادية في أواخر الثمانينات برنامجاً للإصلاح الاقتصادي ذي عدّة أهداف مترابطة: ضبط التضخّم، وخفض العجز في الميزانية الحكومية، وتنمية الصادرات ودعم القطاع الخاص، وإعادة بناء احتياطي العملات الأجنبية.
عندما عقد حزب البعث مؤتمره في دمشق بين 6 و9 يونيو، لم يكن ينوي إصلاح سورية. أراد تصليح سورية. هذا التمييز ضروري لتفسير ما يجري.
أخيرا، انعقد "المؤتمر الوطني العراقي" في بغداد بين 15 - 18 أغسطس، بعد أن تأجل مرتين. ضم المؤتمر المنصوص عليه في "القانون الإداري الانتقالي" وكان مقررا عقده في يوليو، 1300 مندوب ليختاروا مجلسا وطنيا من 100 عضو.
بانتهاء "المؤتمر الوطني العراقي" الشهر الماضي، تكون علامة الطريق التالية للديموقراطية العراقية هي انتخابات يناير 2005 لبرلمان يضم 275 عضوا.
على خلفية من القلاقل التي تنكب أجزاء كبيرة من العراق،جرى تأسيس مؤسسات سياسية رئيسية وإطار قانوني للانتخابات الديموقراطية الأولى على النطاق الوطني ، المقرر إجراؤها في يناير القادم. وسيختار الناخبون مجلسا وطنيا انتقاليا من 275 نائبا ومجالس للمحافظات ومجلسا إقليميا كرديا.
عند حل سلطة التحالف المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة في 30 يونيو، ستخلف وراءها سلسلة من التشريعات المصممة لتحديث جزء كبير من النظام القانوني العراقي.
عند تغطية زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى مزرعة جورج بوش في تكساس في 12 أبريل، ركزت الصحافة على تأييد بوش لخطة أرييل شارون بالانسحاب من قطاع غزة.
التشوهات المجتمعية الموروثة عن العهد البعثي والعنف المتزايد في العراق يعيقان الجهود الرامية إلى خلق ثقافة مدنية مبنية على التسامح والتعاون والمبادرة الذاتية.
بعد تحررالمرجعيات الدينية من سلطات الدولة، سارعت إلى ملئ الفراغ السياسي، الذي خلّفه سقوط نظام صدام حسين. وقد فعلت ذلك مستمدة قوتها من مكانتها الأخلاقية والاعتبارية ومن شبكات واسعة للاتصال الجماهيري، ومستفيدة كذلك من ضعف القوى العلمانية.
وصل العراق إلى طور من أطوار الجمود السياسي. أدى رفع عدد الجنود الأمريكيين إلى وقف الانحدار إلى دوامة العنف المذهبي، مما سمح للسياسة بالتحرك في وجهة مختلفة. لتقويم هذا الوضع المعقد، يجب مراقبة عمليات ثلاث على الأقل: النزاع المستمر على السلطة بين مختلف الأحزاب والجماعات، وجهود بناء الدولة، وتماسك ائتلاف الأحزاب الأربعة (حزبين شيعيين وحزبين كرديين) الذي يتولى السلطة الآن.
ليس من الأمور البسيطة أن تطبق الولايات المتحدة مبادئ الحرية التي تعتز بها، في سياستها في الشرق الأوسط، كما يظهر من التجربة القريبة في العراق وقطر.
لوَّح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وإسقاط حكومة صدام حسين، باحتمال قيام عراق له من حريات الصحافة مالم يعرفه تاريخ البلد، بل ولا العالم العربي. أطلق سقوط نظام صدام عشرات من المطبوعات ومنافذ البث يعمل فيها صحافيون عراقيون.
بعد أن رُفعت العقوبات وإزاحة صدام حسين من السلطة، وبعد أن أصبحت كردستان أكثر الأماكن أمنا في العراق، أمام الإعلام العراقي فرصة غير مسبوقة للازدهار. وتعرف كردستان انفجارا في الاستثمار والتجارة
لايقتصر حافز الدفع الأمريكي من أجل انتخابات في العراق بحلول يوم 31 يناير2005 على الرغبة بالوفاء بموعد بارز على التقويم الانتقالي بعد الحرب.