أدّت المعركة التي خاضها العراق لثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تعزيز قدرات مجموعة من الجهات الفاعلة المسلّحة التي تتمتّع بشرعية الدولة وتعمل بشكل مستقل عن قوات الأمن العراقية. ومع انحسار تركيز البلاد على الأمن، تتّجه هذه المجموعات شبه العسكرية، المعروفة أيضاً بقوات الحشد الشعبي، نحو الانخراط في الساحة السياسية وممارسة الأنشطة الاقتصادية.

وعلى الرغم من تمتّعها بشرعية واسعة بفضل الدور الذي لعبته في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، تشكّل قوات الحشد الشعبي تحدياً لتماسك الدولة ولمبدأ احتكارها الاستخدام المشروع للعنف. فهي قد تقوّض الجهود الرامية إلى بناء دولة فاعلة وإطالة أمد حالة اللااستقرار القائمة منذ أربعة عقود في العراق، ما لم يتم وضع خطة لدمجها في مؤسسات الدولة الرسمية.

أقام مركز كارنيغي للشرق الأوسط ندوة بمناسبة إطلاق تقرير لمجموعة الأزمات الدولية ويشير إلى أن على الحكومة العراقية المقبلة التصدّي للتحدي الذي تمثّله قوّات الحشد الشعبي والعديد من الجماعات المسلحة، من خلال فصل الجهات الأمنية عن الحياة السياسية والأنشطة الاقتصادية، ومنحها دوراً في عملية إعادة الإعمار على المدى القصير، وتعزيز الوزارتين الأمنيتين لجعلهما أقل اعتماداً على الجماعات المسلحة شبه المستقلة.

ريناد منصور

ريناد منصور هو باحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس.

هيكو ويمن

هيكو ويمن هو مدير برنامج العراق وسورية ولبنان في مجموعة الأزمات الدولية.

يزيد صايغ

يزيد صايغ هو باحث أول في مركز كارنيغي للشرق الأوسط.

مديرة الندوة

ليز سلاي

ليز سلاي هي مديرة مكتب واشنطن بوست في بيروت، حيث تغطّي أخبار سورية ولبنان وسائر دول الشرق الأوسط.